يافا "حكاية غياب ومطر"
-يافا؟! يافا مين؟
يافا راحت يا بنتي، أخدوها اليهود، هالاسم ضاع لما ضاعت البلاد. ضاعت يافا وضاعت البارودة اللي كنا نحارب فيها اليهود.
في تلك اللحظة كدت أصدق أنه (خَرفن)، أو ربما لم يخرفن و إنا يجيب بمكر، لم أتعجب ولا ألومه ففي هذه الأيام يخشى الجميع من أي سؤال يطرح حتى لو كان((شو طابخين اليوم)). فالمخبرون ينتشرون في كل مكان ويسجلون ما قيل ومالم يُقل، والسجون لا تستثني أحداً لا طفلاً ولا كهلاً... ولديها دائماً متسع لمساجين جدد. كل كلمة تقال تصل إلى الآخرين وقد صارت قضية كبرى، يبدأ الكل بتحليلها لقياس مدى علاقتها بالوضع السياسي.
من الصعب على الناس الحديث في أي موضوع كان، فآذان الحيطان تصغي والسجون على استعداد لاستقبال الجميع. السجون واسعة، أوسع من الوطن.
يافا "حكاية غياب ومطر" للكاتبة المبدعة نبال قندس..