
حنين وغربة
صفحاتٌ ركبت بحر الشتات ككاتبها، وارتحلت من مدينة إلى مدينة، من مخيمٍ إلى مخيم، من غربةٍ إلى غربة، تبحث عن شراع ومرسى.
مؤلم حقاً أن تقبل غُربتك وتعانقها، مقابل أن تحفظ بإنسانيّتك التي لم تجد لها وطناً يحتضنها ويحتضنك؟!
ففي الغربة، لا تتخذ البرتقالة شكل قمر، ولا تغني النّوارس للحرية. الجميع حولك، وأنت وحدك. الكلّ يعيش في وطنه، ووطنك يعيش فيك.
أرضك، بحرك، سماؤك، تاريخك، تراثك تحت الاحتلال.
محتلُّك وحشٌ لا يعرف الإنسانية. أفلا تصرخ؟
ألا تشحذ له روحك؟ أظافرك؟ حجرك؟ سكينك؟
ألا تفرّك عينيه الدامعتين بملح بحرك؟
ألا تهاجمه عصافير كرمك ونحلات أزهارك؟
أشعة شمسك؟ حطبات طابونك؟ كوفية والدك؟
كلماتك، ثأرك، وجعك، شغفك؟؟
حتى يرحل هو.. وتعود أنت..
