أرني أنظر إليك
"تضطرب أنفاسك، وتيمِّم بصرك شطر الجبال الشَّامخة قبالتك. يجفُّ لعابك وينعقد لسانك. كم مضى عليك من دهور مذ خاطبته آخر مرَّة؟ لقد ظلَّ قرارك الأخير بعبادة خالقك على طريقتك معلَّقا. كم مرَّت بك من ليالٍ عجافٍ لم تفلح فيها في مناجاته رغم محاولاتك؟ هل نسيت كيف تكون خلوة العبد بربِّه؟ أم أنَّك لا تعرف سبيلاً غير الطُّرق القديمة التي نفرتها؟ لقد كنت يوماً حيَّ بن يقظان على جزيرة مهجورة، فهل يسعك هذه اللَّيلة أن تكون موسى؟ تهمس بصوت خافت لا يسمعه غيرك، رغم السُّكون المخيِّم حولك، لكنَّك تدرك يقيناً أنَّه يحصي حركاتك وسكناتك، ولا يفوته شيء من خلجاتك، تخرج حروفك مرتبكة باهتة، مثل زفرة طويلة متعبة: يارب، يا إلهي.. يا خالقي.. أياً كان اسمك.. أرني أنظر إليك!.
رواية (أرني أنظر إليك) للكاتبة (خولة حمدي) هي قصة كل شخص حاول التفكّر في كل شيء حوله، قصة أي واحد منا لم يرضَ أن يرثَ الإسلام و الإيمان، أراد الطمأنينة و السكينة الكاملة، الإيمان الصادق.. قصة اليقين ثم الشك ويليها الأمان و السكينة..