هو شاعر سوريّ من لبنان أم شاعر لبنانيّ من سوريا؟ وقد يجد كلّ قارئ عربيّ نفسه فيه. يخرج شعر نزار قباني من حدود المكان ليصبح لغة إنسانية. حمل همّ الشعر ولو لم يبشّر بالنظريات. كانت قصيدته بيانه، وحبّ الناس خَتْمها الأعلى. وهذا المعجون شعره بالعطر لم تجرفه الصناعة. بقي على اندماج مع عفويّته. هو صائغ لا صانع، ومغنٍّ من أعماق الغابة ومن حرير السرير، وإيقاعه كميزان الذهب. كما غمس نزار قلمه في قلب الشعور، هكذا يقضي الواجب أن نغمس أقلامنا في شعر نزار. ولكن هيهات! من يستطيع أن يجاريه في تدفّقه التلقائي؟ شاعر الشوق الحارق والغضب اللاسع، شاعر أشدّ اللحظات جمراً، نارنا تُقصّر عنك، فوهجك يخترق الأزمنة. إنّ فيك حمّى تردم الغياب باليد التي مدّها الله في صورة مايكل انجلو إلى الإنسان. أنسي الحاج، نوفمبر 2013.
ومن قصائد (الحب لايقف على الضوء الأحمر):
"كنت أسمع العشّاق
يتحدثون عن أشواقهم
فأضحك..
ولكن عندما رجعت إلى فندقي
وشربت قهوتي وحدي..
عرفت كيف يدخل خنجر الشوق في الخاصرة
ولا يخرج أبداً.."